كوفيد 19تحت مجهر التقنية النانوية

د. محمد عبدالملك الساعدي
قسم هندسة الاتصالات والحاسبات
جامعة جيهان أربيل

19 ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية مثل الفيروسات التاجية الأخرى كالسارس وغيرها التي تنتمي إلى نفس العائلة. كما أثبتت الدراسات العلمية أن COVID-19 فايروس كروي الشكل متناهي في الصغر؛ حيث يبلغ قطره حوالي (125 nm) (أي 125 جزءً من المليون من الملليمتر) وهذا الحجم النانوي فتح لتقنية النانو المتطورة طريقاً واسعاً لتدخل وبقوة في معركة التخلص من هذا الفايروس.

فكما نشر موقع TATNANO.com أن أقنعة (N95) المدعومة بتقنية النانو تحول دون الإصابة بفاريوس كورونا، فهي مصنوعة من مواد تسمح بالتنفس دون تمرير فيروس كورونا، فحجم المسامات النانوية ما بين أنسجتها هي أقل بكثير من حجم الفايروس.

كما أن هناك العديد من المقالات نشرت في مواقع رصينة انظوت تحت مفهوم "لا داعي للفزع، فتكنولوجيا النانو موجودة لتساعد" حيث وثقت تلك المقالات تجارباً طورت لقاحا ناجحا مضادا لفيروسات كورونا مبنيا على مبدء توظيف الجسيمات النانوية. فمن دراسة التكوين الجزيئي للفيروس تبين أنه يتضمن أربعة أنواع من البروتينات، تعمل تلك البروتينات على تشكيل جينومه (جين الفايروس وقاعدته) وأغشيته ومظروفه وشوكاته المثبتة على سطح المظروف، وتلك الشوكات يعرف بروتينها بنوع (S)، يعمل هذا البروتين عمل مفتاح اللص الذي يفتح باب غشاء الخلية المستهدفة للفيروس ليلجها جينومه ويتطفل عليها متغذياً عليها ومستغلاً جميع إمكاناتها لاستنساخ عدد كبير من الفيروسات الجديدة بداخلها مما يؤدي الى انفجار الخلية لتخرج تلك الفايروسات لتصيب الخلايا المجاورة وتُفاقِم أعراض المرض وتنشر فيروساته عبر رذاذ عطاس وسعال المصابين به.

ووفقاً للدراسات الأخيرة: استخدمت تقنيات النانو لتطوير مواد متناهية في الصغر تعمل على إبطال البروتين (S)، من هذه المواد (جسيمات النانو الذهبية nanorods ونقاط الكم الكربونية CQDs) حيث تتفاعل تلك الجسيمات مع بروتين الشوكات (S) فتبطله وتمنعه من اختراق الخلية. فقد أثبتت التجارب أن نقاط الكم الكربونية والتي لا يتجاوز قطرها 10 نانومتر لها القابلية الخارقة على الذوبان في الماء، وبهذه الطريقة تستطيع إختراق جدار الخلية وتعمل من داخلها على مقاومة ومجابهة بروتين (S) فتمنعه من استنساخ نفسه داخل الخلية. فأجريت تجارب كثيرة في أكثر من معمل، كجامعة ليل الفرنسية، وجامعة روهر بوخوم بألمانيا، ونجحت في تثبيط عمل هذه الشوكات بهذه الطريقة، كما قللت هذه المثبطات النانوية المضافة وبشكل كبير من معدل إصابة الخلايا، فبعد دورة حياة فيروسية كورونية واحدة والتي تقدر بحوالي 5.5 ساعة لوحظ تثبيط كبير لتكاثر الفيروس.