الحاجة إلى المباني القابلة للتكيف في زمن الأوبئة
فرحان عبدالله علي
قسم التصميم الداخلي
جامعة جيهان – أربيل
إن توافر المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية لإستيعاب أعداد كبيرة من المصابين أو لإستخدامها أثناء الحجر الصحي يعد واحدة من القضايا الحرجة في وقت الأوبئة. و في حالة زيادة عدد المصابين أكثر من القدرة الإستيعابية لهذه الأبنية ، تصبح إعادة إستخدام مباني أخرى للحجر الصحي أمراً ضرورياً. غير أن المشكلة هنا ليست جميع الأبنية صالحة لإستخدامها كمستشفيات طوارئ أو أماكن للحجر الصحي. وهنا تظهر الحاجة لما يعرف بالمباني المتكيفة والتي يمكن تعريفها بأنها الأبنية ذات القابلية على التكيف الجيد لتغيير الإستعمال ولها المرونة على العودة لوظيفتها الأصلية بعد إنتهاء الأزمات. ومن الناحية الإنشائية هناك مايعرف بالمرونة في الهيكل الإنشائي الذي يسمح للعناصر تحت الضغط أن تعود لوضعها الطبيعي بعد التأثيرالطارئ.
تاريخياً كان المهندسون المعماريون حساسين لتصميم الأبنية التي تلبي المتطلبات الوظيفية المصممة لأجلها ولكن ليست كل تلك الأبنية قابلة لتغيير الإستخدام خاصة في زمن الأوبئة أو الكوارث . وهناك العديد من الأسباب وراء عدم القابلية للتكيف مثل: النظام الإنشائي غير مناسب لتغيير الإستخدام ، عدم توفر مساحة كافية للوظائف الجديدة ، عدم توفر الخدمات اللوجستية في المبنى أو حوله ، عدم القدرة على الوصول إلى المبنى بسهولة ، المبنى غير آمن وقابل للإختراق ، تعقيد التصميم وعدم وضوح الحركة.
تتميز الأبنية المتكيفة بمجموعة خصائص كما يلي:
المتانة والتي تتمثل بنوع النظام الإنشائي وتصميم العناصر الإنشائية وإرتباطها مع بعض.
الوصولية وتتمثل بإمكانية الوصول إلى المبنى وقربه من الطرق السريعة.
وفرة المكونات والخدمات مثل الأعمدة المناسبة وأنظمة التكييف وأنظمة المعلومات وشبكة المياه والمجاري وخدمات الكهرباء والطاقة البديلة.
إمكانية إخضاع المبنى تحت السيطرة ومراقبة المداخل والمخارج.
التصميم المنتظم سواء على مستوى توزيع الفضاءات أو تدرجها الذي يسمح بإعادة توظيفها حسب متطلبات الحالة الطارئة.
يلعب توحيد مواصفات التصميم وشروط إنشاء المباني العامة بناءا على متطلبات قابلية إعادة استخدامها دوراً حاسماً في تنظيم وبرمجة وإدارة الأزمات لاحقاً.