العلاقات الدولية بعد كوفيد 19"وباء كرونا الجائحة "

د. رعد قاسم العزاوي
قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية
جامعة جيهان-أربيل

النظام الدولي وما يتضمن من قوانين وقواعد تنظم او تحدد نوع وحجم تفاعل العلاقات الدولية تعرض لتصدع كبير بسبب الانتشار العالمي لكرونا، وتداعيات هذا الانتشار التي تجسدت في :

1- خسائر بشرية دون تحقيق اي هدف اقتصادي او امني او سياسي مقابلها ، فقد عرفت البشرية خسائر بشرية وكانت تحت مسوغات اة دوافع عديدة منها عقائدية او سياسية او اقتصادية او كوارث طبيعية متوقعة ومخطط لمواجهتها .

2- خسائر مادية اقتصادية او مالية هائلة جدا وغير متوقعة ولا تنحصر في جانب محدد فقد شملت التجارة والصناعة والاستثمار والنقل والمواصلات ومعظم النشاطات الاقتصادية التي تنظم العلاقات الاقتصادية الدولية .

3- ظهور تهديد جديد للأمن الدولي في مستوياته المحلية والاقليمية والدولية ؛ تهديد شبحي غير مرئي ليس هو بهيئة دولة او شعب او فكر او حزب او ارهاب ، ولا توجد اي استراتيجية معدة مسبقا لمواجهته .

4- بروز حاجة ضرورية وملحة لناء جيوش جديدة لجميع الدول ؛ جيوش خارج السياقات التقليدية ؛ جيوش من فدائيي بلباس وعدد خاصة ؛ وتدريب وإعداد متميزين ؛ يحملون صفة الوقاية والعلاج الصحي ؛ لكن مهمتهم هي الحرب ضد عدو قديم وجديد ؛ قديم لانه من سلالة الفيروسات المتعارف عليها وجديد بخصائصه الجديدة الخطيرة التي ترتب لظهور أجيال أخطر منه في العالم .

5- بروز حاجة ضرورية جدا في الاجتهاد في التعاون العالمي لصيانة البيئة ؛ والمحافظة على النظام البيئي الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى ، وان العبث بقوانين النظام البيئي لا سيما تلك التي تتعلق بنسب مكونات الماء ؛ والهواء؛ والتربة؛ ومعالجة الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة ؛ وثقب غطاء الأوزون ؛ وتعاظم نسب التلوث والسموم ؛ والاحتباس الحراري .

احتواء هذه التداعيات :

1- اعادة بناء النظام الدولي تعاوني ؛ وانظمته الفرعية الامنية والاقتصادية والسياسية بما يفضي الى المزيد من التعاون لاحتواء تداعيات الفقر والعوز ؛ والمديونية العالمية ؛ والهجرات الشرعية وغير الشرعية ؛ الجرائم البيئية؛ وجرائم الارهاب ؛ والجرائم المنظمة والاجتماعية ؛ وحل قضايا حق تقرير المصير ؛ والحروب المحلية والاقليمية .

2- اعتماد التهديد البيئي هو التهديد الأول والعمل على حماية النظام البيئي والعودة الى تطبيق القوانين والقواعد التي وضعها الخالق سبحانه في هذا النظام .

3- تجريم وتحريم التجارب النووية والكيميائية؛ والهندسة الوراثية التي تلحق الضرر الكبير بقوانين وقواعد النظام البيئي .

4- إنهاء نظام العولمة الاقتصادية الذي قاده الشركات الكبرى المتعددة الجسية لجني اكبر المنافع على حساب نشر الفقر والاضطرابات في دول وشعوب العالم الثالث ؛ وبناء نظام دولي اقتصادي جديد قائم على تطوير العلاقات والنشاطات الاقتصادية لجميع دول العالم بشكل يقضي على الفقر والمرض والجهل .

5- تطوير مؤسسات منظمة الأمم المتحدة بشكل يضمن المشاركة الفاعلة والمتساوية لجميع شعوب العالم في مؤسساتها الصحية والبيئية والاقتصادية والأمنية ومنها مجلس الأمن .