تداعيات انسان في زمن الكورونا
تداعيات من وحي الخيال
د. أحمد عبدعون
قسم التربية العامة
جامعة جيهان-اربيل
المشهد الأول
لملم اوراقه المبعثرة .. كان يقرأ في هاتفه قصة للكاتب غابريل غارسيا ( الحب في زمن الكوليرا ) رغم انه قد قرأها سابقاً.. ربما جذبه العنوان واراد ان يكتب عن ( الحب في زمن الكورونا ).. فكرة بعيدة جداً ستكون حتما مستنسخة لا ابداع فيها... ليس الان ( قال لنفسه ) .ارتشف ما تبقى من قهوته الصباحية ثم نظر الى ساعة الهاتف نظرة متفحصة فلدية اجتماع مع رئيسه في العمل عبر الانترنت بعد 30 دقيقة .
ثلاثون دقيقة وقت طويل .. اخذ يفكر في داخل نفسه ويتفحص ما حوله رغم انه كان جالسا في حديقة منزله تداعبه رياح الصباح الربيعية الدافئة وشمسه الخافتة ..
ماهذا الفايروس اللعين ... الجائحة ... الفاشية... الذي يدور حولنا اسمه ( كورونا ) او كما يسميه الاخرون كوفيد-19 .
وانطلق في أفكاره يحدث نفسه .. يحدث الأرض .. من يحدث ؟؟
تغير العالم كلياً واصبح بين شقي الرحى وانقسم الى قسمين هما ( قبل وبعد) رغم اننا في العراق قد مرت علينا ظروف قاسية منذ أعوام مضت عديدة وربما الجلوس في المنازل ليس جديداً طبعا اقصد الفئة التي هي من عمره الزمني وربما اصغر منه بمرحلتين لا ادري .....
المهم هذه المرة كان الموضوع وقائياً صحياً واجب التنفيذ مما لاشك فيه انه اختلف عن سابقاته من الأمور التي مرت على البلد ..
الان هو عالم الكوفيد-19 والذي حضر الينا بكل الوان الطيف الشمسي وحضوره كان لافتاً للأنظار في مهرجان كرنفالي موسيقي مميز . وهذا جعل من الكرة الأرضية تدخل مرحلة الاغلاق البري والبحري والجوي .....تصورا ذلك ...( يحدث نفسه)
( العزل التام)
كوكب الأرض مغلق تماما .. القارات مغلقة ... الدول مغلقة ... الجامعات .. المدارس ... المصانع ... وليس ذلك فحسب بل ان الاحياء السكنية مغلقة فليس من السهل التنقل من حي الى آخر لأنك سوف تحاسب وتسأل وهي إجراءات رغم قساوتها ظاهرياً الى انها خطوات دفاعية ناجحة وعملية جدا لوقف انتشار الفايروس وانا أؤيدها 100% ( قال في نفسه )
تداعيات الفكرة ........
وهنا اومضت في راسه فكرة .. لماذا لا يكتب عن حياته اليومية
كيف تسير في زمن الجلوس في المنازل طوعاً لا كرهاً والكثير ربما لا يحبذ ان يتحدث عن حياته الشخصية ويجد ان ذلك محرجاً له باي نسبة يراها هو او يضعها في مخيلته ولكن بالنسبة له فهو لا يرى ذلك محرجا بل على العكس ربما يرى الاخرون كيف نقضي اوقاتنا في هذا الوقت الحرج من عمر الكوكب .
فهو يعمل أستاذاً في الجامعة ومنذ بداية الازمة وكل صباح ومع كل اشراقة شمس كان يقول ....
اليوم لايوجد جامعة.....
اليوم لايوجد زملاء نقول لهم صباح الخير...........
اليوم لايوجد طلبة ندرسهم ......
اليوم لايوجد .... والقائمة تطول وتطول حتى انه سئم من تكراراها كل يوم هو على هذا الحال والمنوال . لم يقتنع بالفكرة وجدها متعبه له .. قرر تركها ...
رغم ذلك فهو يؤمن ان القادم اجمل لان البشرية قاومت وستقاوم هذا ديدنها منذ بدء الخليقة .. هكذا يؤمن .
ابتسم قليلا ... واحس بارتياح غريب واقتربت روحه من نشوة النصر
الهاتف الخلوي يرن .. ماذا هناك .. انه تنبيه لقد بدأ الاجتماع وعليك الإسراع بالانضمام اليه .. استيقظ من حلمه الغريب وذهب الى مكتبه وجلس امام حاسوبه .. وغاص في الاجتماع ولم يعثر عليه الى الان .
المشهد الثاني
نعتذر عن كتابة المشهد الثاني لم يبقى منه شيء ليذكر واصبح سراباً