ألقي نظرة على نفسك وتمعن بتفاصيل حياتك

سارة نهاد
طالبة في قسم علوم الحاسبات
جامعة جيهان-اربيل

في هذه الايام الخالية من ضجيج الحياة السابقة نحتاج فيها أن نسأل أنفسنا بعض الاسئلة التي نتجنبها جميعا (من نحن؟),(ماهي اهدافنا ؟) , (مالذي نريد الوصول اليه؟) , (ماالذي يمنعني من التقدم؟) , (مما انا خائف) .

لنرجع لانفسنا الحقيقية ونتامل الحياة بكل مكوناتها الاشياء والتفاصيل التي كنا غافلين عنها نراها بأعيننا ولكن في حقيقة الامر لا نراها . بعد ان برمجنا كي نكون كالالات نتحرك دون وعي ودون معرفة لماذا نتحرك ,لماذا ادرس,لماذا افعل ماافعل . وكأننا نمشي اثناء نومنا , هذه الايام مناسبة كي نستيقظ ونعرف من نحن ونرتب اولوياتنا ,هذه الايام مناسبة كي نتحرر من الخوف من الفشل , فمن الفشل يولد النجاح .

اذا نظرت الى الطفل الصغير وهو يحاول تعلم المشي فسوى ترى انه يقع ويتألم الاف المرات . ولكن ذلك الطفل لا يتوقف عن المحاوله . ذلك الطفل لا يقول لنفسه "أظن ان المشي لا يصلح لي " او "انا لست جيدا في المشي " . نحن نتجنب الفشل معظم الوقت .وانا واثقة أن قسما كبيرا من هذا آت من نظامنا التعلييمي الذي يصدر أحكاما صارمة معتمدة على اداء الطالب ويعاقب من لايكون اداءه حسنا . وتاتي النسبة التي تليها من الاهل كثيري التطلب والانتقاد بحيث لا يسمحوا لاطفالهم ان يسيروا حسب هواهم فيفشلوا لان كبرياءهم وكلام الناس والمنزله الاجتماعية لا تسمح لهم ان يتقبلوا فشل اولادهم (وهذه انانية) . فاذا حصل وفشل اولادهم عاقبوهم لانهم جربوا شيئا جديدا او غير مقرر لهم مسبقـا . ثم لدينا الاعلام الذي يعرض لنا حلات النجاح السماوية المذهلة واحدة تلو الاخرى ولا يجعلنا نرى الاف الساعات من المشقى والتعب والتمرين المضني التي لابد منها من اجل تحقيق النجاحات .

وفي لحظة ما , يصل اكثرنا الى حالة نخشى ان نخطو خطوة نحو الامام ونتعلم امور جديد خوفا من الفشل ونفكر انه" ربما لا يناسبني هذا الامر " لذا حان الوقت كي نصحوا وننظر الى انفسنا نجرب , نحاول , ونغير , ونفشل , ونعيد الكرة كي ننجح . وفي النهاية " تاتي المرونة والسعادة والحرية من معرفة ما يجب الاهتمام به .والاهم من هذا انها تاتي من معرفة ما ينبغي عدم الاهتمام به" .