الاعلام الجديد في ظل ازمة فايروس كورونا المستجد..
م.م.عبير جبار محمود
قسم الاعلام
جامعة جيهان-أربيل
لقد تعاظم دور وتاثير الاعلام الجديد في هذا العصر الحديث الذي اكتسب خصائصه من تنوع تقنية الاتصال وتطورها ،مما ادى ان يكون لها حظورا فاعلا في وحدات المجتمع ولها تأثيرها الايجابي والسلبي في المجتمع بدأ من الفرد و وصولا الى المجتمع الدولي.
وعادة ما تبرز اهمية الاعلام و وسائلة ومنصاته في ظل الازمات ومنذ اللحظة الاولى لوقوع الازمة،ويعتبر الاعلام من اهم الادوات التي تستخدمها المنظمات في العصر الحديث، فالاعلام بادواته ومنصاته قادرا على وصف الاحداث القائمة وصفا شاملا ودقيقا.فضلا عن التأثير في مجريات الاحداث ونقل المعلومات والبيانات عن الإحداث والأزمات لحظة بلحظة.
وعادة ما يكون هناك اتجاهين للاعلام في ظل الازمات وهما :-
1. الدور الاخباري اذ يكتفي بنقل المعلومات والبيانات وتفاصيل الاحداث عن الازمة وايصالها الى الجمهور المعني .
2. الدورالارشادي و التوعوي وان يكون مساند لمنظمات ومؤسسات المجتمع في مواجهة الازمة لما يقدمه من توعية وإرشاد عبر رسائله المتنوعة الى الجماهير المعنية
غير ان الكثيرون اليوم ينتقدون دور الاعلام وقنواته وخاصة منصات الاعلام الجديد وفي مقدمتها الفيس بوك في المبالغة والتهويل من خطر فايروس كورونا المستجد..
وبينما نجد من يوجه اللوم الى الاعلام ومنصاته بالتقصير والتهميش لدوره المناط في التوعية الصحية للمجتع في ظل ازمة عالمية تهدد بكارثة بشرية..
ان دور الاعلام الحقيقي منذ ظهوره وحتى اللحظه هذه يدور حول مهام تتجسد في التوعية والتنشئة وتنمية وتعليم وتثقيف المجتمعات فضلا عن مهام اخرى في اطار الترفية والتسلية ، فاذا ماكان هذا دور الاعلام الاساسي والجوهري فلابد ان تكرس وسائل الاعلام كل طاقاتها و جهودها الفنية والبشرية لتأدية هذا الدور الهام والذي له التأثير الاكبر على عقول البشرية ولاسيما اصبح الاعلام اليوم واحدا من اهم واكبر المؤثرات على الافراد والمجتمعات ، حيث ان الاعلام له دور بالغ في ظل الازمات واليوم يعيش العالم كله ازمة صحية تتطلب ان يكون للاعلام الصحي دور واضح و واسع النطاق في خلق وعي صحي بين مختلف افراد المجتمع حيث دورالاعلام اليوم لايقل اهمية عن دور الطبيب حيث ان الوقاية لاتزال افضل من العلاج..
غير ان سعة وجماهيرية الفيس بوك وما يتمتع به من مميزات السرعه في الانتشار والتفاعلية جعل الجماهير اكثر التفافا حوله في الحصول على اهم المستجدات من الاخبار الهامه حول فايروس كورونا واصبح المصدر الاوسع والاسرع استخداما لدى الافراد في معرفة قصص وكيفية الوقاية وتفاصيل تتعلق حول حالات الاصابات وكذلك اصبح الفيس بوك هو المنفس المفضل لدى الافراد في التعبير عن مختلف مشاعرهم ومخاوفهم وانتقاداتهم لما يدور حولهم...
وهذا ما دفع البعض الى استغلال هذه الجماهيرية ل الفيس بوك لنشر الاخبار والفيديوات والشائعات التى ربما لا اساس لها من الصحه او مبالغ فيها لاغراض تدفع ما تؤدي الى خلق نوع من الاجواء البائسة والتأثير على النفسيات والمعنويات في المجتمع بغية تدهور المجتمع و زعزعة اسس النظم فيه.
لعل ازمة كورونا كشقت الغطاء عن الكثير من قصور بعض وسائل الاعلام في بعض المجتمعات وكشفت عن ضعف الاعلام في تادية دوره في الازمات الصحية في التوعية والارشاد وهذا الدور الذي يشكل واحدا من اهم الخطوات المتبعة عادة في مواجهة الازمات الصحية ..
فاذا ما كرس الاعلام كافة منصاته بالشكل الامثل في التوعية الصحية للجماهير ربما سيساهم في التقليل من الخسائر التي ربما تتكبدها المجتمعات.
ولعل تجربة وسائل اعلام الصين اليوم خير دليل في كيفية توظيف وسائل الاعلام بمختلف سبلها في حربها مع فايروس كورونا المستجد من خلال اعداد الحملات التوعوية وسبل الوقاية فضلا عن نشر الاخبار الايجابية التي تتعلق بحالات الشفاء التي تزرع الامل والثقة في النفوس في الحرب مع فايروس كورونا المستجد..
وفي كردستان – العراق نجد الاعلام اليوم يحاول بخطوات واسعة وفعاله في تأدية واجبه فنجد الحملات التوعوية بسبل مختلفة سواء على شاشات التلفاز او الاذاعات او في منصات الاعلام الجديد فضلا عن التوعية المستمرة والمرتبطة مع شبكات الاتصال الخلوي..
فلايخفى على احد ان الاعلام يعتبر سلاح ذو حدين فاذا ما احسن استخدامه وتوجييه استطاع تحقيق اهدافه في الحفاظ على المجتمع وافراده وتوعيتهم وتوجيههم بالشكل الامثل..
واما اذا اسيئ استخدامه وسخر لاغراض تجارية ومادية وربما اغراض دعائية وشخصية اصبح بذلك سلاح عليك وليس بيدك..