كورونا وتخفيض أسعار الفائدة .. وما موقف العراق منها

الطالب احمد غانم وطالب انور حميد
قسم العلوم المالية والمصرفية
جامعة جيهان-اربيل

بعد توقف عمل المصانع والشركات والبنوك وكل شيءٍ تقريباً منذ بداية جائحة كورونا المؤسفة

اتجهت المصارف المركزية إلى تخفيض سعر الفائدة، وليس مجرد تخفيض، بل تخفيضٌ لم يسبق له مثيل منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 حيث خفّض المصرف الفيدرالي الأمريكي نسبة الفائدة إلى حدود الصفر، أو ما يقاربها

على ذلك حذَتْ بقية المصارف المركزية في العالم حذو المصرف الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة إلى حدود جعلت من الفيروس كاسرًا ومحطمًا للإقتصاد العالمي وحركته

في بريطانيا، وحيث أنها لم تلتقط أنفاسها بعد، بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي. جاء كورونا سالّاً سيفه، مزمجراً على أنه خطرٌ لم تكن بريطانيا لتتوقعه على الإطلاق، الخطر الذي كان يفترض أن يأتي على هيئة آثار الخروج من الإتحاد الذي دخلته مرغمة وخرجته بنفس الموقف

وصلت أسعار الفائدة هنالك، في المملكة المتحدة، أدنى مستوياتها على الإطلاق في تاريخ المصرف الذي يبلغ 325 عامًا. واضعاً بريطانيا وإقتصادها على المحك

• الصين وسعر الفائدة

هنالك، في الأم الذي خرج من رحمها الفايروس، بدتْ الصين واثقة وقوية، صحيحٌ أنها خفّضتْ نسبة الفائدة، إلا أن الإقتصاد لم يتأثر، بل جاء التخفيض بسبب التوقف المستمر لحركة الإقتصاد، وتماشياً مع مصارف العالم المركزية.

• المغرب وسعر الفائدة

كما فعلتْ مصارف العالم المركزية، مشى المصرف المركزي على خطاهم، تم تخفيض نسبة الفائدة وتم أيضاً تجفيف بركة الاقتصاد الذي كان يسبح فيها، حيث أن المغرب كانت تعاني من عسر في الإقتصاد، لكن محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة صرّح أن المغرب قادرة على الخروج من الأزمة.

• دول الخليج وسعر الفائدة

لم تختلف دول الخليج عن غيرها في العالم، فقد خفضّت كل من السعودية والإمارات والكويت نسب الفائدة في مصارفها المركزية، تماشياً مع موقف المصرف الفيدرالي الأمريكي.

العراق وسعر الفائدة

لم يَقدم المصرف المركزي العراقي إلى اللحظة على تخفيض سعر الفائدة، على الرغم من توقف الاقتصاد ونموه المتناقص في السنوات الأخيرة.

أعتقد أن المصرف سيخفّض عاجلاً أم آجلاً، وهذا بالتأكيد له آثاراً إيجابية وسلبية. تتمثل الآثار الإيجابية بالسماح لأكبر عدد من المستثمرين بالإستفادة من تدني سعر الفائدة، وبذلك سيكون رد القروض مماثلاً تقريباً لسحبها. ذلك يعني أن الإقتصاد سيتم تحريكه، وكثير من الوظائف سيتم خلقها وبذلك توظيف عدد أكبر مما كان قبل الجائحة.

تتمثل الآثار السلبية بالمقترضين سابقاً، حيث لن يتم احتساب النسبة القديمة، وبذلك سيخسر المصرف مبالغاً ليست بالقليلة.على النقيض، لو كانت العملية لصالح المستثمر والمواطن، فالجائحة تمثل هدية من السماء لهم، لأنهم لن يكونوا مضطرين للتحميل على عواتقهم نسباً ما كانوا ليحلموا يوماً أنها ستُخفّض.

بعيداً عن كورونا. هنالك معضلة أكبر، هي الإنخفاض المستمر لسعر النفط، حيث يُتوقع أنه سيصل إلى عشرون دولاراً للبرميل وهذا ما سيضرّ ويهزّ الميزانية القادمة، إذا ما استمر الإنخفاض وإغراق السوق بكميات النفط. ندعو أن تتوقف الحرب النفطية القائمة بين السعودية وروسيا. ما عدا ذلك، فالميزانية مُقبلة على تدهورٌ حاد.

* كورونا ليس السبب الرئيسي بتخفيض أسعار الفائدة لكنها عامل سرّع من ذلك، نظراً لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي .. وجب التنويه