منظمة الصحة العالمية والاختبار الصعب
م.م.ليلى عيسى ابوالقاسم
قسم القانون
جامعة جيهان – اربيل
تعد المنظمات الدولية المؤسسات والهيئات التي يتكون منها المجتمع الدولي، والتي تشارك في تحقيق إرادة الجماعة الدولية. وسبب إنشائها معالجة المشاكل والمسائل المشتركة بين الدول، واتخاذ القرار بشكل جماعي بشأنها. و لكننا نرى المجتمع الدولي في وقتنا الحاضر بأسره مكتوف الأيدي أمام أزمة جائحة كورونا التي تجتاح العالم، وبسببها ازهقت الارواح حتى الاطباء من ضمن ضحاياها ،كما انها ادخلت الخوف والرعب في نفوس البشرية ، والحقت خسائر فادحة في الاقتصاد، كل ذلك يؤكد على عجز المنظمة الدولية الأم وهي (الامم المتحدة)، التي وصفت الجائحة بأنها "أسوء أزمة نواجهها" منذ الحرب العالمية الثانية. مما يدل على انها لم تتجاوز الاختبار. في الوقت الذي لها وكالة متخصصة وهي منظمة الصحة العالمية التي بدأت العمل بتاريخ 7 نيسان / ابريل 1948 ورثتها من عصبة الامم التي انشأتها عام 1923،هدفها الاساسي تحسين الظروف الصحية في كل المجتمع الدولي. ومن مجالات عمل هذه المنظمة الامراض المعدية حيث أنها تعمل على الوقاية والرعاية من الفيروسات وامراض نقص المناعة. في إطار تحقيق الأهداف التي أنشئت لتحقيقها، والتعاون مع وكالات الامم المتحدة الأخرى التي أنشئت لتحقيق مقاصد الامم المتحدة الواردة في المادة (1/ف3) تنص على "تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً ...". فكيف يمكن تحقيق هذه المقاصد؟.
ولقد تجاوز تفشي فيروس كورونا المائة يوم وله القدرة على الانتشار السريع، منذ ان تم الابلاغ عليه من منظمة الصحة العالمية، إلا اننا لم نلمس أي دور حقيقي للمنظمة في مواجهة فايروس كورونا ،وخاصا لها تجربة في الوقاية من الامراض المعدة كالملاريا. وتمتلك الخبرات الطبية والمعامل والمختبرات مما يمكنها من اكتشاف لقاح لمكافحة الفايروس. نراها اكتفت فقط بتخصيص صندوق للتعامل مع الفيروس، مبينة: "يمكننا الآن تلقي المساهمات في صندوق التضامن لمواجهة فيروس كورونا"، وأشارت إلى أن "الإجراءات التي نوصي بها تهدف لمساعدة النظام الصحي في مواجهة الفيروس، لافتة النظر إلى أن "إجراءات العزل يجب أن تترافق مع خطوات أخرى لمكافحة الفيروس منها نشر الوعي ".و بذلك تحاول المنظمة اجتياز الامتحان بنجاح بإنشاء صندوق لمواجهة الفيروس يعتمد على التبرعات، فأين تجهيزاتها واستعداداتها لمواجهة أي مرض جديد كجائحة كورونا تتفشى في المجتمع الدولي منذ أن تأسست لغاية زمننا "زمن الكورونا"، لقد عجزت على توفير ابسط الوسائل وتوفيرها كالكمامات والمعقمات الكحولية للوقاية من الأذى في عقر دارها اوربا.
يتسأل اعضاء المجتمع الدولي اليوم ما هي الغاية والهدف المرجو من الانضمام لهذه المنظمات الدولية والإقليمية والوكالات المتخصصة، مادام كل دولة عليها الاعتماد على نفسها وامكاناتها والتعاون مع حلفائها او اصدقائها لمواجهة أي خطر تتعرض له.