في ضوء تفشي وباء كورونا ، ما هو دور المؤسسات الجامعية في تطبيق "انموذج تغيير المفاهيم" لدى الطلبة والمجتمع

ا.م.د. علي شوكت احمد
قسم المحاسبة
جامعة جيهان – اربيل

اظهر اجتياح فايروس كورونا تحديا للوجود البشري تسبب في حصول المقاربات الفكرية بين بني البشر في نبذ التطرف واللجوء الى الوسطيه والاعتدال و التوحد لمواجهة الخطر الذي يهدد وجودهم . لقد ساهم تهديد هذا المرض في اعادة النظر في هيكلية فهم الافكار ذات الطبيعه الخاطئه السائدة في المجتمعات ومنها على وجه الخصوص مجتمعنا ، مثل طرق الوقايه والنظافة وطبيعه التعامل الاجتماعي مثل تبادل القبلات واداء السلام والتصافح وغيرها من الطباع والعادات المجتمعية.

وحيث ان المؤسسات الجامعية هي البيئة التي اعتادت ان تحتضن مثل هذه الافكار والثقافات والمفاهيم المتنوعه والتي تعكس المرحلة التي يمر بها المجتمع , فان احد هذه النماذج الذي ينبغي ان تركز عليها المؤسسات العلمية هو "انموذج تغيير المفاهيم" ، وهو انموذج معرفي يهدف الى تغيير الفهم الخاطىء لدى الطالب من خلال طرح مفاهيم واساليب جديدة يقدمها الاستاذ لطلبته ويستخدمه المتخصصون في وضع مفردات المناهج الدراسية الجامعية بمراحلها المختلفة . ان من بين اهم المفاهيم والافكار التي لم تعد تتلائم وتطلعات المستقبل والتي فرضتها علينا ظروف انتشار وباء كورونا يمكن ان نوجزه الاتي :

1. تغيير مفاهيم التعليم : اذ نلاحظ التغيير المطلوب في طريقة استخدام الحواسيب والهواتف الذكية وضرورة ان تتحول الى ادوات تعليمية ، بعد طرح انموذج التعلم عن بعد واعتمادها من قبل المؤسسات التعليميه . لقد بدا الاستاذ والطالب يعتمد على نفسه في التعلم واستثمار الوقت الذي افرزه لنا فايروس كورونا .

2. تغيير مفاهيم الصحة : لقد شاهد الجميع مقدار الجهود التي تقوم به مراكز البحوث ومختبراتها في اعادة ترتيب اوراقها وأفكارها وتعديل مفاهيمها وتوحيد جهود العلماء في بلدان لم يكن العالم يتوقع ان تسمح لعلمائها ان يشاركوا الاخرين في مساعي البحث العلمي من اجل التوصل الى علاجات او لقاحات تساعد البشرية في مواجهة خطر كورونا القاتل يقودهم خيرة علماء الارض وموهوبيها وان الملايين من بني البشر ينتظر منهم المزيد للخلاص من الخطر الذي يهدد وجودهم.

3. تغيير مفاهيم الامن :لقد اصبح جليا ان السلاح الذي تتسابق عليه البلدان قد وقف عاجزا امام فايروس لايعرف متى وكيف ينتقل ويتحرك ليفتك بمن يصيبه . كما واصبح جليا ايضا ان السلاح الاخطر في مجتمعاتنا انما هو الغذاء ، وان الامن الغذائي هو ما يجب ان تعمل عليه البلدان خصوصا تلك التي تمتلك مقومات تحقيق الامن الغذائي لمجتمعاتها.