حرب كورونا العالمية

م.م.ليلى عيسى ابوالقاسم
قسم القانون
جامعة جيهان – اربيل

تعد الحرب و الأوبئة من الأزمات العالمية الخطيرة، التي تشغل المجتمع الدولي منذ زمن بعيد، فالحرب العالمية هي" حرب شاملة نظرا لضراوتها وحجمها وطول الزمن الذي تستغرقه، وتشترك فيها أطراف عدة، و تشمل رقعة جغرافية واسعة تتجاوز أراضي المتحاربين احيانا، ويشترك فيها السكان كافة أو غيرهم. وتعني الحرب دوما المأساة من جراء ما تصيب البشرية من الكوارث و الاحزان.

واعتقد أن الحروب العالمية تبطل أحكام القانون الدولي لصعوبة الالتزام بها، في الوقت إن القانون الدولي يتضمن قواعد تنظم الحرب موزعة بين ثنايا المعاهدات و الاتفاقيات الدولية، وامرت بالالتزام بها مهما كانت الأسباب و المسوغات، لأنها لم تميز بين أنواع الحروب لكي تسري حينا وتبطل حينا آخر.

كما صنفت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بوصفه وباءً عالميا "جائحة". وهذا مصطلح كانت المنظمة تتردد في استخدامه حتى هذه اللحظة لوصف انتشار الفيروس. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، إن المنظمة ستستخدم هذا المصطلح لسببين رئيسين هما: سرعة تفشي العدوى واتساع نطاقها والقلق الشديد إزاء "قصور النهج الذي تتبعه بعض الدول على مستوى الإرادة السياسية اللازمة للسيطرة على هذا التفشي" للفيروس".

وينص دستور منظمة الصحة العالمية أن الغرض منها هو توفير أفضل ما يمكن من الحالة الصحية لجميع الشعوب حتى الآن. لتحقيق هذا الهدف بدأت حملة في عام 1998 تسمى "الصحة للجميع في القرن الحادي والعشرين، كما تعتمد جمعية الصحة العالمية على إعلان "ألمل آتا" من عام 1978. ينبغي أن تكون درجة الصحة على مستوى يُتاح لجميع الناس، ومنتجةً اجتماعياً واقتصادياً. الصحة تعتبر جزءاً أساسياً من التنمية البشرية المتطورة. دستور منظمة الصحة العالمية يصحح منَ اكتمال السلامة بدنيا وعقليا والرفاهِ الاجتماعي، ووجود المرض أو العجز. هذا التعريف للصحة التي حددتها لمفهوم تعزيز الصحة في ميثاق أوتاوا لعام 1986. وافترض تحقيق هذا الشرط سواء من الأفراد والجماعات؛ لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم والآمال والواقع، وتصور بيئتهم والتعامل مع التغيير.

ومع ذلك، لم يستطيع المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته وهيأته الدولية معالجة أنتشار الأوبئة والحروب المنشرة في الواقع، بكثير من الوضوح و الدقة والحلول العملية و القانونية الناجحة، ورغم أن المجتمع الدولي المعاصر يتسم بكثير من سمات التقدم الحضاري والعلمي و الثقافي و التكنولوجي، بدليل وجود حروب هنا وهناك وإن كانت تسمى غير دولية، ولكن في الحقيقة هي حروب دولية لأنها دولت بتدخل من الاطراف الدولية. و جائجة "كورونا" العالمية في آن واحد، ولقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش"، لوقف الحروب في مناطق النزاع في العالم من أجل مواجهة كورونا، وهذه الدعوة موجهة في ظاهرها للدول العربية (ليبيا، اليمن ،سوريا)إذ أنها بؤر الحروب والصراعات، وفقا لكل الشواهد، باتت تنحصر حاليا فيها، وهي حروب تبدو لكثيرين عبثية، ولا طائل من ورائها، لأنها لا تعدو أن تكون صراعا على تحقيق المكاسب المادية و السلطة. ولكن شعوب هذه الدول تسأله من اين لهم كل هذه الإمكانات لخوض نزاع مسلح دولي؟ فعليه أذن توجيه الدعوة إلى الدول التي تدعم استمرار هذه الحروب وتدمير هذه الدول, أن تتوقف عن الدعم العسكري والمعنوي لقادة الحروب، لكي تحافظ على السلم والامن الدوليين. وكيف لهذه الدول أن تواجه حرب كورونا العالمية، فسنوات الحرب قد قضت على البنية الصحية لدول النزاعات، بحيث لم تعد قادرة على العناية بصحة الناس في الأوقات العادية، فما بالكم بوقت الوباء