جائحة كورونا فايروس وعلم الاجتماع السياسي
سروشت رؤوف رشيد
قسم العلاقات الدولية و الدبلوماسية
المرحلة الثالثة / الدراسة المسائية
جامعة جيهان-اربيل
يرجع الظهور الأول لفايروس كورونا الى مقاطعة هوبى وعاصمتها ووهان في الصين و كان سببا لأصابة ومقتل الالاف من الصينين, قبل ان يبدأ بالانتشار في العالم ويسبب ارباكا في البدء في الحياة العامة ,و بعدها انتتشاره بشكل واسع وأدى الى التباعد الاجتماعي و فرض الحضر و الاغلاق التام في الدول التي اجتاحها الوباء بعد ان كانت تستهين بتأثيره و خطورته على الصحة العامة .
فايروس كورونا المستجد او كوفيد 19من سلالة الفيروسات التاجية,كفايروس ( ميرس) متلازمة الشرق الأوسط التنفسية و (السارس) متلازمة التنفس الحاد . واعراضها تتراوح بين الخفيفة أحيانا و الشديدة و مشاكل في الحهاز التنفسي ,قد تتطور الي حالات التهاب رئوي و تراكم السوائل في الرئتين ,او فشل كلوي والتي قد تؤدي الى الوفاة و تصيب البشر و الحيوانات ,حيث ان سرعة انتشاره تزيد من خطورته وهنا أصبحت مقولة ان (الانسان كائن أجتماعي) تواجه التحدي القادم من المرض او الفناء بل يصدق القول بأن (الانسان كائن أجتماعي في العالم الافتراضي) أي شبكات التواصل الاجتماعي التي يمكن من خلالها فقط توجيهه او تنشئته سياسيا و ثقافيا و دينيا بصورة غير مباشرة أي عبر وسائل التنشئة و تشكيل السياسية غير المباشرة التي تؤثر في توجيه المجتمعات نحو السياسة التي يريد أصحاب القرار و السلطة طرحها و خلق و توجيه الرأي العام يخدم مصالح الأنظمة و الحكومات و النخب السياسية .
تشكيل الرأي العام للمجتمعات حول السياسات التي تنتهجها حكوماتها عبر المؤسسات الطبية و الصحية و مدى جديتها في العمل على الحد من انتشار فايروس كورونا بين الافراد عبر تطبيق سياسات حظر التجوال و التباعد الاجتماعي ومدى قدراتها في تقديم الرعاية الطبية المناسبة على الأقل للمصابين بالمرض و الحد من تفاقم اعداد الوفيات وقدرتها على مواجه تحدي غير مسبوق.
من هنا نرى ان جائحة كورونا تؤثر على حياة جميع البشر دون أستثناء فهي اثرت في سلوكيات و ممارسات افراد المجتمعات من ناحية المشاركة السياسية على صعيد النخب السياسية و المرشحين و أصحاب القرار و الأحزاب او افراد المجتمع المشاركين في العملية السياسية او الناخبين و المصوتين على السواء.
بالنسبة للنخب السياسية يجب ان يتضمن برنامجها السياسي او الحكومي و خطتها قصيرة المدى او بعيدة المدى تطوير القطاع الطبي والصحة العامة نظرا لما له من تأثير على الصحة العامة للمجتمع,ال قطاع الطبي البارز بقوة لمواجهة مخاطر الجائحة الحالية او موجاته القادمة عن طريق الاستثمار البشري والمادي .
الاستثمار البشري في اتاحة المجال و خلق الفرص لدراسة الاختصاصات الطبية المختلفة و فتح مراكز بحوث في الجامعات وتقديم الدعم الحكومي للبحوث و الدراسات التي تقوم بها الجامعات و مراكز ابحاثها و الاستفادة منها و اعتمادها و وفقا للنتائج التي تصدر عنها القيام بالتقيمات الدورية للنظام الطبي في المؤسسات الطبية و المستشفيات وإدخال كوادرها الطبية في دورات مستمرة لتعزيز قدراتهم في تقديم الخدمات الطبية و الصحية لمواحهة أي أي طارئ قد يطرأ او أي خطر قد يواحه المجتمع.
الاستثمار المادي يكون بتوفير الموارد الطبية و الأجهزة و البنايات و المستشفيات و كل ما له علاقة بالموضوعات الطبية و توفير الدعم المالي للكوادر و العاملين في المجال الطبي لتثمين جهودهم و تحفيزهم و تقديرهم.
اما بالنسبة الى أحزاب المعارضة و المعارضين للحكومات اما ان يضعوا خلافاتهم جانبا ويشكلون_ بالنقد البناء لتقويم السياسات الحكومية بهدف تعزيز مستوى خدماتها الطبية_ مكملا لتقديم خدمات صحية افضل الى المحتمع في حال كانت سياستهم الطبية تحاول ان تصل بها الى مستوى لا بأس به, فدور الحوكمة الرشيدة في إدارة الحكومة بشكل عام و ( الحوكمة الطبية) في إدارة المرافق و الموؤسسات الطبية بشكل خاص او يقومون بالاعتراض على كل ما تقوم به او تطرحه الحكومة من إجراءات و محاولة أقناع المواطنين او المجتمع بفشل الحكومات في حل المشكلات و الازمات التي تواجهها. ما قد يسبب الإطاحة بوزراء او حكومات منها استقالة وزير الصحة الروماني على أثر انتقادات طالت الحكومة حول طريقة مواجهتها لجائحة فايروس كورونا المستجد.
اما بالنسبة للمواطنين فوقع عليهم العبء الأكبر و وتغير سلوكهم و ممارساتهم نتيجة التباعد الاجتماعي و فرض حظر التجوال و بقاءهم في منازلهم و غلق أماكن العمل سواء الحكومية او غير الحكومية و المطاعم و المقاهي والأسواق و أماكن التجمعات كوسائل النقل و الملاعب و تأجيل جميع الأنشطة الرياضية و حتى دور العبادة و الأماكن المقدسة عند مختلف الأديان تعطيل المدارس و الجامعات أدى الى ممارسة الوظائف و الاعمال من المنزل عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعية. كما ساهم كورونا في الحد من الاحتجاجات و التظاهرات ضد الحكومات , والتي قد تتجه الى الاحتجاج الالكتروني على الأنظمة و الحكومات .
السؤال المطروح هنا الى متى سيستمر الوضع ؟ عصر ما بعد جائحة كورونا ربما لا يكون كما قبله فالتغيرات التي رافقته قد تكون طويل الأمد و يتبين اثارها في التغيير في تعاطي الحكومات و المجتمع و النخب السياسية مع مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الانهيار الاقتصادي المرافق له و انخفاض أسعار النفط قد يعيد تشكيل منظور جديد لعلم الاجتماع و الاجتماع السياسي كما للعلوم الأخرى حسب الواقع المتغير المفروض.