التدابير المستقبلية إزاء مهددات صحة المجتمع

د. سمير صلاح الدين
قسم الإدارة العامة
جامعة جيهان -أربيل

لقد بات من الضروري أن نفصح للعالم بأن صحة المجتمع هي أهم سند لديمومة الحياة الإنسانية واستمراراها، وخلق هذه الديمومة. لا تكون عند حدوث الأوبئة و الكوارث الصحية. وبين ليلة وضحاها وإنما من خلال خطة طويلة الأمد للتنشئة الصحية الاجتماعية. نعم فالثقافة الصحية تأتي من خلال التنشئة ومن خلال التربية و التعليم في المدارس وعبر المراحل الدراسية للتثقيف الصحي وثم خلق الوعي الصحي وبعدها الحرص الصحي وبعدها يتولد التوجيه لمواجهة الأوبئة و الأزمات الصحية. فهنا يكون لدى الفرد ثقافة صحية متولدة منذ الصغر تستطيع من خلالها التصرف السليم الواعي لكل ما يواجهه من ازمات صحية مجتمعية، وخلق هذا نوع من الثقافة الصحية يخلق التكافل و التعاون والتوحيد الاجتماعي والتصرف الموقفي الموحد ضمن مستوى ثقافي واحد وبهذا نخلق تنظيم صحي مجتمعي موحد لمواجهة الأزمات الصحية وهذا يتطلب أن تجتمع وزارة التربية و التعليم ووزارة الصحة لوضع خطة مستقبلية منهجية للتنشئة الصحية لخلق الوعي الصحي من خلال الثقافة الصحية.

لتعريف الطلبة في مراحلها الدراسية على الثقافة الصحية من خلال تعريفهم بالاوبئة و الأمراض، والمكروبات والفايروسات والغذاء الصحي و الاسعافات الأولية وأعراض الاعتلال الصحي وغيرها. إن التعليم الصحي المبكر منذ الصغر هو الذي يخلق المجتمع الصحي المثقف لأن هؤلاء الطلبة الصغار هم من سيكونون الآباء والامهات مستقبلا وسوف تتوارث هذه الثقافة من جيل إلى آخر وهم بناة مؤسسات الدولة. فالاهتمام ببناء المجتمع معناه الاهتمام ببناء الدولة. اذن الحاجة تتطلب بناء جيل مستقبلي مثقف صحيا مغروس فيه هذه الثقافة. وفي نفس الوقت إلى خطة مستقبلية لتطوير الثقافة الصحية لما هم موجودين من كبار السن، وعندما نكون خططنا لتنشئة أسرة صحية في كل المجتمع. فعندها نقول وننصح بغسل اليدين مثلا, فأن تطبيقه يعتمد على ثقافة الفرد الصحية. وقد يجوز تطبيقه يعتمد على ثقافة الفرد الصحية. وقد يجوز الكثيرين غير متعودين على ذلك في حياتهم الطبيعية فحتى في اثناء الوباء قد لا يهتمون بذلك لأن ثقافتهم الصحية لا تعي خطورة الوباء. لذلك بأن من الضروري على كل مؤسسات المجتمع والدولة أن يكون لها دور في التنشئة الصحية للمجتمع. ابتداء من التربية والتعليم ومناهجها الدراسية بالتعاون مع المؤسسات الصحية وانتهاءا بدور العبادة في توجيه المجتمع لأن النظافة من الإيمان.