أهمية تطوير شبكات الاتصالات لمواجهة الظروف الطارئة

في خضم الجائحة العالمية لفايروس كورونا ظهرت الكثير من المشاكل في مجال تقنيات الاتصالات فعلى سبيل المثال كثرت شكاوى مستخدمو الهواتف المحمولة في بريطانيا من ان اتصالاتهم الصوتية تتقطع او تفشل خاصة عند الاتصال بشبكات مختلفة.

حيث قامت شركتا الاتصالات البريطانيتين Three و O2بالتحقق من المشاكل الحاصلة في شبكاتهما بينما أعلنت شركة ثالثة EE ان مشاكل الاتصالات لديها تحدث عند اتصال عملائها بشبكات الهاتف النقال الأخرى بينما تكون الاتصالات الداخلية على ما يرام.

وأوضحت شركة الاتصالات O2 على موقعها عبر الانترنت بانها تعلم ان المشتركين لديها يواجهون يعض المشاكل عند ارسال واستلام المكالمات الصوتية وخاصة الجيل الثاني 2G والجيل الثالث 3G والجيل الرابع 4G وبدورها اعتذرت الشركة لعملائها. وقد أعلن موقع Down Detector المتخصص في رصد أحوال شبكات الانترنت بان الكثير من مستخدمي شبكات الانترنت قد ابلغوا عن مشاكل في الاتصال عبر الانترنت.

الحقيقة ان هذه المشكلة عالمية ولا تقتصر على بلدا ما بعينه حيث بدأت المشاكل بسبب ارتفاع الطلب على خدمات العمل عن بعد حيث بدأ ملايين الأشخاص بالعمل من منازلهم كجزء من التوجيهات الحكومية للحد من التجمعات البشرية للسيطرة على وقف انتشار فايروس كورونا المستجد covid-19 وعلى سبيل المثال تعرضت خدمة (تيمز) Teams من شركة مايكروسوفت لمشكلات في تسجيل الدخول وذلك بسبب الموجة الهائلة للأشخاص العاملين عن بعد في جميع انحاء العالم.

لقد استخدم العالم فجأة في ظل الظروف الحالية جميع مزايا وامكانيات تقنيات الاتصالات وفي جميع مجالات الحياة تقريبا فقد أصبح الانترنت على وجه الخصوص النافذة الأكثر أهمية واستعمالا للتواصل والاطلاع على أحوال العالم ومتابعة مجريات الحياة على المستوى الشخصي والعام على حد سواء.

من هنا تبرز أهمية تحديث شبكات تقنيات الاتصالات والتأكد من جاهزيتها للعمل بكفاءة في الظروف الطبيعية والطارئة كما هو الحال الان في مواجهة فايروس كورونا وكذلك أهمية اتقان استخدامها من قبل الأشخاص. وبناء على هذه المواجهة ستتجه الكثير من الدول الى تحديث شبكات اتصالات الموبايل لديها الى الجيل الخامس 5G وستعمل شركات الاتصالات في المستقبل القريب على تطوير برمجياتها وأجهزتها وشبكاتها والعمل على إيجاد تقنيات وحلول جديدة جاهزة لمثل هذه الظروف كالبث والاتصال المباشر للإنترنت مع المشتركين عبر الأقمار الصناعية وستقوم الشركات المستخدمة للإنترنت على تدريب وتطوير موظفيها وعامليها على اتقان العمل عن بعد أكثر من ذي قبل.